هل تخيلت يومًا أن تقرأ فحصًا طبيًا كاملًا في أقل من ثانية، أو أن تحصل على علاجٍ دقيقٍ جدًا يُستهدف الخلايا المُصابة فقط دون المساس بأيّ خلاياٍ سليمة؟ قد يبدو ذلك وكأنه سيناريو من فيلمٍ خيالٍ علميٍّ، ولكنّ هذا هو الواقع المُقبل مع تقدّم الذكاء الاصطناعي في مجال الطب.
تُشكل الإلكترونيات اليوم أساسًا لثورةٍ هائلةٍ في الرعاية الصحية، فمن خلال استخدامها نقوم بتطوير أنظمةٍ ذكيةٍ تُشبه دماغ الإنسان، تستطيع تحليل البيانات الطبية وتحويلها إلى معلوماتٍ مفيدةٍ للتشخيص والعلاج. لنتخيل معًا رحلة مريضٍ خياليٍّ إلى عالمٍ مُشبعٍ بالذكاء الاصطناعيّ:
تُصوّر لنا أُوليفيا، مريضةٌ مُصابٌةٌ بالسكري، تُعاني من قياسٍ مستمرٍّ للسكر في الدم، لكنّها تُفاجأ بأنّ "روبوتًا طبيًا" يُراقب صحتها بشكلٍ دقيقٍ ويُرسل إشعاراتٍ عاجلةً بكلّ اختلافٍ عن النطاق الطبيعيّ للسكر في الدم. هذا الروبوت الصغير، الذي يُشبه الساعة الذكية، يُزود أُوليفيا بنصائحٍ مُخصصةٍ للتغذية والتمرين، مع احتمالٍ تُصبح معه حياة أُوليفيا أسهل وأكثر صحة.
وماذا عن جراحةٍ تُجرى بدقةٍ متناهيةٍ تُمكنها من شفاءٍ أسرع وأقلّ ألمًا؟ هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في جراحة الروبوت، حيث يُمكنه توجيه أدواتٍ جراحيةٍ مُتناهية الدقة من خلال خوارزمياتٍ مُتطورةٍ تُساعد الجراح في أداء العمليات بنجاحٍ أكبر والتقليل من المخاطر المُرتبطة بها.
لنفكر في عالمٍ تُساعدنا فيه الذكاء الاصطناعي في الوقاية من الأمراض قبل ظهورها، فمن خلال تحليل بياناتٍ طبيةٍ ضخمةٍ مثل الفحوصات الطبيّة والتاريخ العائليّ وحتى أنماط الحياة، يُمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بإمكانية ظهور بعض الأمراض مُبكرًا والتوصية بخطواتٍ وقائيةٍ مُناسبة.
ولكن، لا ننسى أنه لا يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل مكان الطبيب بشكلٍ كامل. لا يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحلل الأعراض الطبية بكلّ التعقيدات المُحيطة بها، ولا يُمكن له أن يُقدم الرحمة والدعم النفسيّ الذي يُقدمه الطبيب لمريضه. لكنّ الذكاء الاصطناعي هو أداةٌ قويةٌ في يد الطبيب، يمكن أن تُساعده في اتخاذ قراراتٍ أفضل وتقديم رعايةٍ صحيةٍ أكثر كفاءةً.
تُشكل الإلكترونيات ومُستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال الطب أملًا جديدًا للحياة الصحية الأفضل، وإن كانت تُشكل في نفس الوقت تحدّيًا جديدًا لضمان استخدام هذه التقنيات بشكلٍ أخلاقيٍّ و عادلٍ لجميع الأفراد. دعونا نعمل معًا لبناء مستقبلٍ طبيٍّ أفضل لجميع.
هل تُريد معرفة المزيد عن الذكاء الاصطناعي في مجال الطب؟ اشترك في الإشعارات للحصول على مُحتوى جديدٍ ومُثيرٍ!
© 2020 All Rights Reserved. Information Network