هل تخيلت يومًا أن تستطيع تحريك ذراعًا اصطناعية بقوة عقلك فقط؟ أو أن تشعر بتلامس أصابع قدم اصطناعية بالأرض؟ قد تبدو هذه الأفكار من عالم الخيال العلمي، لكنها اليوم واقع ملموس بفضل ثورة الإلكترونيات والتكنولوجيا الذكية التي تفتح آفاقًا جديدة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة.
تخيل معي رحلة جراحية معقدة لإزالة طرف، رحلة تستبدل الألم بالامل، و تتطلب قوىً خارقة لتخطيها. نرى الجراح يسعى لإعادة إحياء الطرف المفقود بهندسة متقنة من المعادن والألياف الاصطناعية. لكن العمل لا ينتهي هنا! فقد حان دور الإلكترونيات لتحول هذا الطرف إلى نظام ذكاء صناعي متكامل.
تخيل أنك ترتدي قميصًا به أزرار ذكية تقوم بقياس نشاط العضلات باستخدام مجسات كهربائية، وترسل الإشارات إلى وحدة تحكم مركزية. هذه الوحدة تترجم هذه الإشارات إلى أوامر لتحريك الأطراف الاصطناعية.
الذكاء الصناعي لا يقتصر على تحويل الطرف إلى آلة ميكانيكية بل يسعى لتحويله إلى امتداد طبيعي للجسم. فمثلاً في القدم الاصطناعية الذكية، يمكن للذكاء الصناعي تحليل بيانات الخطوات والسطح الممشى عليها وتعديل طريقة المشي لتتناسب مع ظروف البيئة.
- الطرف الاصطناعي للذراع المتحكم بالفكر: تم تطوير نظام يستخدم التحكم العصبي للمخ لتحريك الطرف الاصطناعي للذراع. و ذلك باستخدام أقطاب كهربائية تُزرع في قشرة المخ وتُرسل إشارات تحكم للطرف الاصطناعي.
- القدم الاصطناعية المستجيبة للضغط: تُستخدم مجسات الضغط في القدم الاصطناعية لمراقبة قوة الضغط على الأرض و التكيف مع حركة القدم بشكل طبيعي.
يتجه مستقبل الأطراف الاصطناعية الذكية نحو مزيد من الدمج بين التكنولوجيا و الجسم البشري. و سيصبح من الممكن في السنوات المقبلة تطوير أطراف اصطناعية تُحس باللمس و التغير في درجة الحرارة و تُقدم تغذية عكسية للجسم لتعزيز الشعور بالحركة و التفاعل مع البيئة بطريقة طبيعية.
رحلة التطور في مجال الأطراف الاصطناعية الذكية مستمرة، و يُقدم العالم للإنسان فرصة جديدة للتغلب على التحديات و التحكم في مصيره باستخدام التكنولوجيا الذكية. فهل ستكون أنت من رواد هذه الثورة؟
© 2020 All Rights Reserved. Information Network