تخيل لو كان طبيبك معكَ في كلّ خطوةٍ تخطوها، يراقبُ صحتكَ بدقةٍ ويُنبهكَ إلى أيّ تغيّرٍ طارئٍ! قد يبدو هذا مُستقبلاً بعيدًا، لكنّهُ أصبح حقيقةً بفضلِ ثورةٍ تقنيةٍ غيرتْ وجهَ الرعاية الصحية، ونجمُها البراقُ: الأجهزةُ الطبيةُ القابلةُ للارتداء.
في قلبِ هذهِ الثورةِ، نجدُ سِحرَ الإلكترونياتِ. إنّها كَالشّعلةِ التي أضاءتْ طريقَ تطويرِ أجهزةٍ حرفيّةٍ تُراقبُ حالاتِنا الصحيّةَ بكلّ دقةٍ. من النبضِ إلى ضغطِ الدمِ، وَمن مُستوياتِ السكرِ إلى مُستوياتِ الأوكسجينِ، تُسجّلُ هذهِ الأجهزةُ بياناتٍ ثريّةً تُفيدُ الأطباءَ في التشخيصِ العلاجِ.
فلنتخيّل أنّ سارةَ، مُعانِيّةٌ من مرضِ السّكري، ترتدي ساعةً ذكيةً تُراقبُ مُستوياتِ السّكرِ في دمِها باستمرارٍ. في حالِ تغيّرِ هذهِ المُستوياتِ عن النّطاقِ العاديّ، تُصدرُ السّاعةُ تنبيهًا لها، فتُمكنها من تعديلِ نظامِ تغذيتهاِ أو جرعةِ الأدويةِ مُباشرةً. وَفي حالِ ظهورِ مُشكلةٍ خطيرةٍ، تُرسلُ السّاعةُ إشارةً إلى طبيبِها مُباشرةً، فَتَساعدُهُ في تقديمِ العلاجِ السّريعِ وَالمُناسبِ.
ولكنّ الذكاءَ الإصطناعيَّ هو النّجمُ المُشرقُ في هذهِ العالمِ الرقميّ. فَبفضلِ التّعليمِ العَميقِ، يمكنُ لِلكثيرِ من هذهِ الأجهزةِ تحليلَ بياناتِ حالاتِنا الصحيّةِ وَتقديمِ تنبّؤاتٍ دقيقةٍ حولِ مُستقبلِ صحتنا. وَيمكنُ أنّ يُساعدَ الذكاءُ الإصطناعيّ في كشفِ أمراضٍ مُبكّرةٍ وَالتّنبّؤِ بِمُستوى خطورتِها.
ولكنّ لا يُمكنُ نسيانَ الأهمّيةِ القُصوى للّغةِ البرمجيّةِ في هذهِ الرحلةِ. فَتُشكلُ الّلغةُ البرمجيّةُ الجُسرَ بينَ الفكرةِ وَالتّنفيذِ، وَتُمكنُ المُبرمجينَ من خلقِ العالمِ الرقميّ الّذي نُريدُهُ. تُمكنُنا الّغةُ البرمجيّةُ من ضبطِ سلوكِ الأجهزةِ وَتوجيهِ تصرّفاتِها لِتُحقّقَ أهدافَنا في عالمِ الطبّ.
فَفي هذهِ الرحلةِ إلى عالمٍ رقميّ، لا يُمكنُ نسيانَ أهمّيةِ التّعاونِ بينَ الخُبراءِ من مختلفِ المجالاتِ. يجبُ أنّ تُوحّدَ الجهودُ بينَ الطبيبينِ وَالمُهندسينِ وَالمُبرمجينِ لِخلقِ عالمٍ أفضلَ للّجميعِ.
فَمعَ تطوّرِ الذكاءِ الإصطناعيّ وَالّغةِ البرمجيّةِ، تُصبحُ الأجهزةُ الطبيةُ القابلةُ للّارتداءِ أكثرَ فعاليةً وَأقلّ تكلفةً. وَتُمكنُ هذهِ الأجهزةُ من تقديمِ رعايةٍ صحيةٍ أفضلَ لِملايينِ الّناسِ حولَ العالمِ. فَهل أنتمُ جاهزونَ لِتغييرِ مستقبلِ الصّحةِ؟
© 2020 All Rights Reserved. Information Network