من الصفر إلى البطل: كيف تُحيي الإلكترونيات روح إنترنت الأشياء؟

تخيل عالمًا حيث تُخبرك ثلاجتك متى تحتاج إلى طلب المزيد من الحليب، أو تُخبرك سيارتك عن أفضل طرق تفادي الاختناقات المرورية، أو تُخبرك مصابيح منزلك عن وجود تسرب للغاز! نعم، هذا العالم ليس من الخيال العلمي بل هو واقعٌ يُعَدّ له إنترنت الأشياء (IoT) بوابته، لكن ما الذي يجعل هذه الأجهزة "ذكية" حقًا؟

الجواب يكمن في الإلكترونيات، تلك الأجزاء الصغيرة التي تشبه جنودًا مجهولين يعملون في الخفاء لضمان سلاسة عمل أجهزة إنترنت الأشياء.

فكّر في جهاز إنترنت الأشياء كجندي مُدرّب، يحتاج إلى "دماغ" و "أعصاب" و "أسلحة" ليتمكن من أداء مهمته.

الدماغ هو المعالج، ذلك الدماغ الصغير الذي يُقرر ما على الجهاز فعله، ويتلقى البيانات من العالم الخارجي، ويفسرها، ويُرسل الأوامر إلى الأجهزة.

الأعصاب هي المستشعرات التي تُحسّ بالبيئة المحيطة، وتجمع البيانات من حولها، كالضغط والحرارة، والضوء، والرطوبة، ثم تُرسلها إلى المعالج.

الأسلحة هي الآليات والمحركات التي تُنفّذ أوامر المعالج وتُتحكم في الجهاز، كالأنوار، والمراوح، والصمامات.

ولكن كيف تُصبح هذه الأجزاء "ذكية"؟

هذا هو دور الإلكترونيات! فمثلما تُمنح النار القوة من خلال السلك، تُعطى أجهزة إنترنت الأشياء الحياة من خلال الدارة الإلكترونية. فهي التي تُربط بين المعالجات والمستشعرات والمحركات، وتُتحكم في تدفق البيانات بين الجميع.

ولكن ما هي العلاقة بين الذكاء الإصطناعي وكل هذا؟

فكر في الأمر هكذا: الذكاء الإصطناعي هو العقل الكبير الذي يُرشد أجهزة إنترنت الأشياء، ويُعلّمها ما هو الأفضل في كل حالة. وتُساعد الإلكترونيات في توصيل أوامر الذكاء الإصطناعي إلى هذه الأجهزة.

مثال: تخيل أنك تُريد من جهاز إنترنت الأشياء تحويل الضوء في غرفتك من الضوء الأبيض إلى الضوء الأزرق عند سماع موسيقى هادئة.

ماذا يحدث:

1. مستشعر الصوت يُرسل بيانات عن نوع الموسيقى إلى المعالج.
2. المعالج يُرسل هذه البيانات إلى خادم الذكاء الإصطناعي الذي يُحّدد نوع الضوء المناسب (الأزرق في هذه الحالة).
3. الذكاء الإصطناعي يُرسل الأمر إلى المعالج لتغيير الضوء.
4. المعالج يُرسل الأمر إلى الدارة الإلكترونية الخاصة بالضوء لتغيير اللون.

بدون الدارة الإلكترونية لن يكون ممكنا توصيل أوامر الذكاء الإصطناعي إلى الضوء، ولن تستطيع تغيير اللون!

المستقبل:

تتطور الإلكترونيات بسرعة فائقة، وتُصبح أكثر كفاءة وصغرًا وتنوعًا. وهذا يساعد في تطوير أجهزة إنترنت الأشياء أكثر تعقيدًا ودقة.

دعونا نتعاون معًا لإنشاء عالم أفضل مع أجهزة إنترنت الأشياء الذكية. شارك آراءك في تعليقات هذه المقالة!