الذكاء الاصطناعي: درع مُتّصل ضدّ الكوارث الطبيعية

تخيّلوا مدينة مزدهرة، تُضاءُ شوارعها ليلاً، ويفُورُ فيها النشاط. فجأة، تُعانقُ مدينة الأحلامُ عاصفةٌ هائلةٌ، تُلقيُ الظلامَ على الشوارعَ، وتهدّدُ بتدميرِ ما بُنِيَ خلالَ عقودٍ من الزمن. ماذا لو كانت هناكَ يدٌ خفيّةٌ تعملُ في الخفاء، تستشعرُ قدومَ تلكَ العاصفةَ قبلَ وصولِها، وتُحذرُ الناسَ، وتُنظمُ عمليةَ إخلاءِ المدينةِ بكفاءةٍ تُحاكيُ السحر؟ هذا ما يُمكنُ أن تقدّمهُ تقنيةُ الذكاءِ الاصطناعيّ، ليُصبحَ درعاً متّصلاً يحميُ البشريةَ من الكوارثِ الطبيعيةِ.

أنظمة تحكم ذكية: معركة ضدّ الطبيعة

تُعدّ أنظمةُ التحكمِ بالكوارثِ الطبيعيةِ التي تعتمدُ على الإلكترونياتِ من أهمّ التطوّراتِ التي شهدها مجالُ الذكاءِ الاصطناعيّ. تُوفّرُ هذهِ النظمُ مُستوى عاليًا من التحكّم والتنبؤ بأحداثِ الطبيعةِ المُخيفةِ. فمن خلالِ الاستفادةِ من البياناتِ الحقيقيةِ التي تُجمعُ من أجهزةِ الاستشعارِ والمُحطّاتِ الطقسيةِ والتقاريرِ المنشورةِ، تُصبحُ هذهِ النظمُ قادرةً على تحديدِ الخطرِ المُحتملِ قبلَ حدوثِ الحدثِ بأيامٍ أو حتى أسابيعٍ.

شبكاتٌ عصبيّةٌ تُحلّلُ البياناتَ

لا تُمكنُ التكلّمُ عن الذكاءِ الاصطناعيّ دونَ ذكرِ الشّبكاتِ العصبيّةِ التي تُشكلُ جوهرَ هذا العالمِ السحريّ. تُقارنُ هذهِ الشّبكاتُ بِأدمغةِ الإنسانِ، إذ تُجرِي عملياتِ التّحليلِ والتّعليمِ والاستنتاجِ من خلالِ مُعالجةِ البياناتِ المُتاحةِ. تُستَخدَمُ الشّبكاتُ العصبيّةُ في تطبيقاتِ التّنبؤِ بِحجمِ الفيضاناتِ، والتّوقّعِ بِمواقعِ الزلزالِ، وحتى تحديدِ مناطقِ حدوثِ الحرائقِ والتّحذيرِ منها.

أمثلةٌ عمليّةٌ

لنأخذ مثالاً عمليّاً لِفهمِ طبيعةِ عملِ هذهِ النظمِ. تُمكنُ تطويرُ نظامٍ ذكّيٍّ لِتتبعِ حركةِ الأعاصيرِ وإرسالِ التّحذيراتِ المُبكرةِ للّساكنينِ في المناطقِ المُعرّضةِ للخطرِ. تُستَخدَمُ في هذاِ النظامِ شّبكةٌ عصبيّةٌ لتحليلِ بياناتِ الأقمارِ الصّناعيةِ والّتيّاراتِ الهوائيّةِ والتّقاريرِ الطقسيةِ ليُمكنَ تحديدُ مسارِ العاصفةِ وتقديرُ شّدّتها.

مُساعدةُ الذكاءِ الاصطناعيّ في السيطرةِ على الخطرِ

لا  تُقتصرُ  مهامّ  الذكاءِ  الاصطناعيّ  في  مجالِ  التّحكمِ  بالكوارثِ  على  الاستشعارِ  والتّنبؤِ  فحسب،  بل  تُمتدّ  لتشملَ  المُساعدةَ  في  التّعاملِ  معِ  الكارثةِ  بِحدّ  ذاتِها.  تُمكنُ  تطويرُ  نظامٍ  لِتوزيعِ  المساعداتِ  بِشكلٍ  أكثرَ  كفاءةً،  بِما  في  ذلكِ  تحديدِ  أفضلِ  طرقِ  الوصولِ  للمُحتاجينَ  وتقديمِ  الّخدماتِ  الطّبيةِ  والّغذائيةِ  بِشكلٍ  سريعٍ  ودقيقٍ.  

**الذكاءُ الاصطناعيّ:  أملٌ  لِمستقبلٍ  أفضل**

يمثّلُ الذكاءُ الاصطناعيّ أملًا كبيرًا لِمُواجهةِ التّحدّياتِ التي تُهدّدُ البشريةَ من الكوارثِ الطبيعيةِ. يُمكنُ من خلالِ تطويرِ النظمِ الذكّيةِ التّحكمِ بِالمخاطرِ وتقليلِ الّخسائرِ في الأرواحِ والمُمتلكاتِ.

**دعوةٌ  للتّفاعلِ**

لا  تُوجدُ  فكرةٌ  مستحيلةٌ  في  مجالِ  الذكاءِ  الاصطناعيّ.  ما  هي  أفكارُكَ  لِتطبيقِ  الذكاءِ  الاصطناعيّ  في  مجالِ  التّحكمِ  بالكوارثِ  الطبيعيةِ؟  شاركنا  بِأفكارِكَ  وَارِنا  مُستقبلًا  أكثرَ  أمانًا  وَتَأمّنًا  بِالتّقنيةِ. 

مثالٌ لِرمزِ برمجيّ بسيط لِتحديدِ مواقعِ الزلزالِ

# هذا مثال بسيط  لِاستخدامِ  الذكاءِ  الاصطناعيّ  في  تحديدِ  مواقعِ  الزلزالِ
import numpy as np 
from sklearn.linear_model import LinearRegression

#  بياناتٌ  عشوائيّةٌ  تُمثّلُ  موقعَ  الزلزالِ
data = np.array([
    [10, 20, 1],
    [15, 25, 0],
    [20, 30, 1],
    [25, 35, 0],
])
X = data[:, :2]  #  الموقعِ  
y = data[:, 2]   #  حدوثُ  الزلزالِ  (0  أو  1)

#  تدريبُ  مُدّخلِ  الذكاءِ  الاصطناعيّ
model = LinearRegression()
model.fit(X, y)

#  توقّعُ  موقعَ  الزلزالِ
new_data = np.array([
    [17, 27]
])

prediction = model.predict(new_data) 

print("توقّعُ  حدوثِ  الزلزالِ:", prediction)

مُلاحظة: هذا رمزٌ بسيطٌ لِشرحِ المُفاهيمِ، وتُستَخدَمُ في الواقعِ شّبكاتٌ عصبيّةٌ أكثرَ تطوّرًا لِتحديدِ مواقعِ الزلزالِ بدّقةٍ أعلى.