هل تصوّر يوما أن يُصبحَ تفكيركَ مُتحكمًا بهِ جهازٌ روبوتي؟ هذا هو السؤالُ الذي يُواجهُنا في عالمِ الذكاءِ الاصطناعيِّ المُتطورِ. يتقدّمُ هذا العالمُ بسرعةٍ هائلةٍ، ويُصبحُ مُدمجاً في حياتِنا اليوميةِ بشكلٍ أكثرَ وأكثرَ، ودُونَ أنْ نُدركَ أنّ ثورةً حقيقيةً تُشكلُ مُستقبلَنا.
تخيّلْ، في عالمِ المستقبلِ، قدْ يُصبحُ من المُمكنِ أن نُرسِلَ إشارةً لاسلكيةً إلى عقلِ شخصٍ ما، ليُصبحَ مُستجيبًا لِأوامرِنا بشكلٍ فوريٍّ، سواءٌ أكانَ ذلكَ في العلاجِ الطبيّ أو في التحكّمِ في أجهزةِ الروبوتِ.
ولكنْ، كيفْ تُحقّقُ هذهِ التقنيةُ القفزَةَ الكبيرةَ في التحكّمِ في أدمغتنا؟
تُعتبَرُ أنظمةُ التحفيزِ العصبيِّ الروبوتيةِ المُعتمدةِ على الذكاءِ الاصطناعيِّ مُفتاحَ هذاِ التطوّرِ.
ولنَشرحَ ذلكَ بِشكلٍ أبسطَ :
تُعَدُّ مُخّنا مُجموعةً من الخلايا العصبيةِ، تُطلقُ إشاراتٍ كهربائيةً بينَها، و تُشكلُ هذهِ الإشاراتُ الوعيَ و السلوكَ و الأفكارَ.
وهُنا يُدخلُ الذكاءُ الاصطناعيُّ مُشاركةً فعّالةً.
فَبِاستخدامِ الخوارزمياتِ المتطورةِ، يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِّ أن يُحلّلَ أنماطَ الإشاراتِ العصبيةِ في دماغِنا، و يفهمَ ما نفكرُ فيهِ.
و بِشكلٍ أكثرَ تطورًا، يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِّ أن يُرسِلَ إشاراتٍ كهربائيةً مُحدّدةً إلى مُخّنا، ليُثيرَ ردّة فعلٍ مُعينةً منْنا.
فمثلاً، يُمكنُ أن تُستخدمَ هذهِ التقنيةِ في معالجةِ الاضطراباتِ العقليةِ كِالْاكتئابِ و الخوفِ، بِإرسالِ إشاراتٍ كهربائيةً مُحدّدةً إلى مناطقَ مُعينةً في مُخّنا.
ولكنْ، تُطرحُ هذهِ التقنيةُ مُجموعةً من التحدياتِ الأخلاقيةِ و القانونيةِ.
فَمَنْ يَملكُ حقّ التحكّمِ في أدمغتنا؟
و ما هي الآثارُ الجانبيةُ لِهذهِ التقنيةِ؟
لا يُمكنُ أن نُغفلَ عن مُخاطرِ استغلالِ هذهِ التقنيةِ لِأغراضِ سياسيةِ أو عسكريةِ.
لا يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِّ أن يُصبحَ مُتحكّمًا في مُستقبلِنا دُونَ وعيٍ و تَحَدٍّ منْنا كِبشرِ.
يجبُ أن نُدركَ أنّ هذهِ التقنيةِ مُمكنَ أنْ تُصبحَ أداةً قويةً لِخيرِ البشريةِ، ولكنْ يجبُ أن نُحاطَ بِحَذرٍ في استخدامِها.
مُتابعُونَا الكرام، لا تُنسَوا أنّ مُستقبلَ الذكاءِ الاصطناعيِّ بِأيدينا، و منْ مُهمّتنا أن نُشاركَ في مُناقشةِ مُستقبلِ التقنيةِ و دورِ الإنسانِ في هذاِ العالمِ.
اشتركوا في قناةِ النشرةِ الأسبوعيةِ ليصلكم أحدثُ الأخبارِ و التقاريرِ في مجالِ الذكاءِ الاصطناعيِّ!
© 2020 All Rights Reserved. Information Network