هل تتخيل عالمًا حيث يُمكن للآلات أن ترى "داخل" الأشياء دون الحاجة لمسها؟ عالم يُمكن فيه فحص الجسور والكباري بحثًا عن الشقوق الخفية، أو تشخيص الأورام في جسم الإنسان قبل أن تصبح خطيرة، كل ذلك باستخدام "عيون" ذكية؟
تُقدم لنا الإلكترونيات الذكية هذا العالم من خلال أنظمة استشعار للفحص غير المدمر، والتي تُشبه مجموعة من الأعين السحرية يُمكنها اختراق سطح الأشياء. تُعتمد هذه الأنظمة على مجموعة من التقنيات المذهلة مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية والموجات الكهرومغناطيسية، تُوظفها أنظمة الذكاء الاصطناعي لإنشاء "صور" داخلية تُظهر لنا "عالم" الأشياء من الداخل.
تخيل معي، على سبيل المثال، عالمًا مليئًا بالجسور التي تُنيرها أضواءها ليلاً، وربما يُعاني بعضها من شقوق خفية داخلية قد تهدد سلامتها. قد لا نُدرك هذه المشكلة بالعين المجردة، ولكن "عيون" الذكاء الاصطناعي مُجهزة بأجهزة استشعار فوق صوتية تُرسل موجات صوتية مرتفعة التردد نحو الجسر، وبدراسة انعكاس تلك الموجات يُمكن للذكاء الاصطناعي "رؤية" الشقوق الخفية وتحديد حجمها بدقة.
بمجرد أن ترى "عيون" الذكاء الاصطناعي هذه الشقوق، فإنه سيقوم بتحويل تلك "الصور" إلى بيانات رقمية. يُمكننا تشبيه هذه البيانات بلغة جديدة تُشبه "اللغة الأم" للذكاء الاصطناعي. وباستخدام خوارزميات التعلم العميق، يُمكننا تعليم الذكاء الاصطناعي "فهم" هذه اللغة و"ترجمة" البيانات إلى معلومات مفيدة، مثل تحديد حجم الشقوق وتقييم خطورتها.
تُستخدم أنظمة استشعار الفحص غير المدمر المُدارة بالذكاء الاصطناعي حاليًا في مجالات مُتعددة مثل:
تُفتح هذه التكنولوجيا أبوابًا جديدة لتطوير العديد من التطبيقات المُبتكرة، مثل:
نحن على مشارف عصر جديد يُمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يُساعدنا في فهم العالم من حولنا بشكل أفضل. تخيل معي عالمًا يُمكن فيه "رؤية" الأشياء من الداخل، عالمًا يُمكن فيه فهم عالمنا بشكل أكثر دقة ووضوحًا.
شاركنا أفكارك حول كيفية استخدام أنظمة استشعار الفحص غير المدمر المُدارة بالذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية. هل تُرى أن هذه التكنولوجيا ستُغيّر من طريقة تفكيرنا؟
© 2020 All Rights Reserved. Information Network