هل تساءلت يومًا كيف نرى النجوم؟ هل رأيتها تُرصد من خلال تلسكوب ضخم، أو بالأحرى، من خلال عين ذكية قادرة على التقاط ضوء من ملايين السنين الضوئية؟
تخيل عالماً مزدحمًا بالنجوم والكواكب، لكن عين الإنسان عاجزة عن رؤيته بوضوح. تُقدم لنا الإلكترونيات في عالم الذكاء الإصطناعي "عينًا" ثالثة، عينًا رقمية تتمتع بقدرة هائلة على تحليل البيانات الفلكية و اكتشاف أسرار الكون.
في الماضي، كان الفلكيون يعتمدون على أدوات تقليدية لقياس الأجرام السماوية، مثل "مقياس السدس" الذي كان يُستخدم لتحديد زوايا النجوم. لكن هذه الأدوات كانت محدودة الدقة، وكأنها تحاول رسم صورة بأقلام رصاص باهتة. مع ظهور الإلكترونيات، أصبح من الممكن استخدام مجسات فائقة الحساسية لتسجيل ضوء النجوم بأكبر دقة ممكنة.
لنتخيل أننا نريد قياس الضوء الصادر من نجم بعيد. في الماضي، كان العلماء يقيسون قوة الضوء باستخدام أنابيب ضوء بسيطة. لكن مع التكنولوجيا الجديدة، أصبح من الممكن استخدام "مُضاعِف الضوء" (Photomultiplier) الذي يُضخم الإشارة الضوئية بأكثر من مليون مرة. تخيل أنك تُضيء شمعة في غرفة مظلمة وتُمكنك من رؤية النور في غرفة مجاورة ! هذا هو ما يُمكن لهذه الأجهزة فعله في عالم الضوء الضعيف للأجرام السماوية.
ولكن الذكاء الإصطناعي لا يتوقف عند نقطة "الرؤية" فقط. فبفضل التعلم الألي (Machine Learning)، أصبح من الممكن تحليل البيانات الضخمة المتوافرة من الأقمار الصناعية والتلسكوبات الكبيرة بسرعة وموضوعية أكثر. تخيل أن الذكاء الإصطناعي يعمل كـ "طبيب فلكي" يُشخّص حالة كل نجم و كوكب باستخدام المعلومات التي يُجمعها من مختلف الأدوات.
أحد أمثلة تطبيقات الذكاء الإصطناعي في الفلك هو التعرف على "النيازك" (Meteoroids) من خلال البيانات التي تُجمع من كاميرات الأرصاد. في الماضي، كان يُمكن الاعتماد على المراقبين البشريين للتعرف على النيازك في الصور. لكن الآن، أصبح من الممكن استخدام الذكاء الإصطناعي لتحليل مئات آلاف الصور في ثوان قليلة، مع دقة و سرعة أعلى بكثير.
يمكن أن تُصنف الذكاء الإصطناعي في الفلك إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
بعض الأمثلة على استخدام الذكاء الإصطناعي في الفلك:
لا يمكن للذكاء الإصطناعي أن يُحلّ مكان العلماء في مستقبل الفلك. فالأدوات و التقنيات الرقمية هي أدوات فقط، ولكن العلماء هم من يُحددون طريقة استخدامها و يفسرون نتائجها. يُمكن للذكاء الإصطناعي أن يُساعد العلماء في اكتشاف الأسرار الكونية بسرعة ودقة أعلى، ولكن العلماء هم من يُفسّرون هذه الأسرار ويُقدمون نظريات جديدة لشرحها.
دعوة للنقد و التفاعل:
ما هو رأيك في دور الذكاء الإصطناعي في الفلك؟ هل تُرى أن الذكاء الإصطناعي يُمكن أن يُحلّ مكان العلماء في مستقبل الفلك؟ شارك رأيك في تعليقات المقال !
مجموعة أكواد برمجية:
# مثال للبحث عن النجوم المتغيرة في بيانات فلكية
# باستخدام تقنية التعلم الألي
# (Machine Learning)
import pandas as pd
from sklearn.model_selection import train_test_split
from sklearn.ensemble import RandomForestClassifier
# تحميل بيانات النجوم
data = pd.read_csv('stars.csv')
# تحديد المتغيرات المستقلة و المتغيرات المعتمدة
X = data[['brightness', 'temperature', 'color']]
y = data['variable']
# تقسيم البيانات إلى مجموعة تدريب و مجموعة اختبار
X_train, X_test, y_train, y_test = train_test_split(X, y, test_size=0.2)
# إنشاء نموذج التعلم الألي
model = RandomForestClassifier()
# تدريب النموذج
model.fit(X_train, y_train)
# اختبار النموذج
accuracy = model.score(X_test, y_test)
# طباعة نتائج التحليل
print('Accuracy:', accuracy)
# يمكن تطبيق هذا النموذج على بيانات فلكية جديدة
# لتحديد النجوم المتغيرة
يُعد الذكاء الإصطناعي أداة قوية تساعد في فهم الكون بشكل أعمق و أسرع. فإن كان الكون يُشبه مُحيطًا واسعًا ، فإن الذكاء الإصطناعي يُمكن أن يُصبح قاربًا سريعًا و قويًا يُساعد على اكتشاف الكنوز المُخبّأة في أعماقه.
© 2020 All Rights Reserved. Information Network