هل تتخيل عالمًا حيث تُسيّر مركبات فضائية ذاتية القيادة رحلاتها إلى المريخ، بينما يراقب رواد الفضاء من الأرض؟ فكرة خيالية؟ ربما، لكنها حقيقة تقترب من الواقع يومًا بعد يوم. وتُعَدّ دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة المهمات الفضائية "القفزة العملاقة" التي يمكن أن تُعيد كتابة سيناريو رحلاتنا إلى الفضاء.
تخيل معي رحلة إلى كوكب المريخ، مع مركبة فضائية تُشبه "مُجسًّا فضائيًا ذكياً" مُبرمجًا بدقة متناهية بواسطة الذكاء الاصطناعي. تُحَدّد هذه المركبة مسارها و تُجرّي التعديلات اللازمة بناءً على بيانات البيئة المحيطة. وتُراقب طواقم المهمة من الأرض كل تفصيل من رحلتها، متأكدين من سلامتها وتحقيق أهدافها. ولكن الرحلة ليست سهلة أبدًا. فما هي التحديات التي يُمكن أن تواجه دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة المهام الفضائية؟
أولًا، البيانات. يشبه الذكاء الاصطناعي كائنًا حيًا يُحَدّد سلوكه وفقًا للبيانات التي يُغذى بها. ولكن جمع بيانات فضائية دقيقة في بيئات قاسية مثل المريخ تُعَدّ مهمة صعبة. فما هو الحل؟ يجب أن نُرسل مهمات استكشافية مُسبقة لجمع بيانات فائقة الدقة عن المناطق الهدف، وعلى الأرض، يجب أن نُكوّن "قواعد بيانات فضائية" مُحدّثة بِاستمرار.
ثانيًا، الاعتمادية. لا يُمكن أن نُسلم بِقلب مطمئن إلى أنظمة ذكاء اصطناعي غير موثوق بها. فما هو الضمان أن هذه الأنظمة لن تتعطل في مواقف خطيرة؟ يُمكن أن نُساعد الذكاء الاصطناعي في ذلك بِاعتماد "أشياء ثابتة" مثل قواعد التحكم و الخوارزميات المُختبرة. و بِالتأكيد، يُمكن أن نُؤمن "نظامًا احتياطيًا" مُستقلًا لتولي مهمة إدارة الرحلة في حالة حدوث أي خطأ في الذكاء الاصطناعي.
ثالثًا، التواصل. يُعاني الذكاء الاصطناعي في الفضاء من مشكلة "التأخير" في التواصل مع الأرض. فما هو الحل؟ نُمكن الذكاء الاصطناعي من اتخاذ قرارات مستقلة في ظروف الطوارئ، بِاستخدام "خوارزميات التعلم التعزيزي" التي تُمكن الأنظمة من التعلم من أخطائها و تحسين قراراتها.
رابعًا، الأخلاق. تُعَدّ مسألة الأخلاق من أكثر التحديات إثارة للجدل. فكيف نُحدّد الأولويات في حالة حدوث خطر يُهدّد طاقم الرحلة و الذكاء الاصطناعي في الوقت نفسه؟ يجب أن نُنشئ "مُبادئ أخلاقية" لِتُرشد سلوك الذكاء الاصطناعي في الفضاء، و نُضع "نظامًا أخلاقياً" لتقييم النتائج و تحديد مسار التصرف.
الذكاء الاصطناعي ليس حلًا سحريًا، ولكنه أداة قوية تُمكن أن تُساهم في إنجاح رحلاتنا إلى الفضاء. مع تُطوير الذكاء الاصطناعي بِاستمرار، نُمكن أن نُشاهد تطوّرًا جديدًا في مُستقبل رحلاتنا إلى النجوم.
هل أنت مستعد لهذه الرحلة؟
© 2020 All Rights Reserved. Information Network