هل تخيلت يومًا أن تذهب إلى طبيب افتراضي لا يوجد إلا في العالم الرقمي؟ هل تتوقع أن يُشخّص روبوت مرضك ويصف لك الدواء؟ تبدو الفكرة خيالًا علميًا، لكنّها أصبحت قريبة جدًا من الواقع مع ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم الرعاية الصحية.
تُعرف تقنيات الرعاية الصحية عن بعد باسم "التطبيب عن بعد" (Telemedicine)، وهي تُتيح للمرضى تلقي العلاج والرعاية دون الحاجة إلى زيارة الطبيب شخصيًا. يتزايد استخدام هذه التقنيات بشكل كبير بفضل تطور الذكاء الاصطناعي، الذي يفتح آفاقًا جديدة لعلاج أمراضٍ يصعب علاجها، وتقديم رعاية صحية أكثر كفاءة.
ولكن، كما هو الحال مع أي تقنية جديدة، تُثير تقنيات الرعاية الصحية عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي بعض التحديات. تخيل، على سبيل المثال، أن تقوم بتحميل بياناتك الصحية على برنامج ذكاء اصطناعي ليحلل بياناتك ويُشخّص مرضك. هل ستثق في هذا البرنامج؟ هل ستكون متأكدًا من أنّه لا يوجد خطأ في تشخيصه؟
التحديات الرئيسية في تطوير تقنيات الرعاية الصحية عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي:
1. الأمان والخصوصية:
تُعتبر البيانات الصحية "كنزًا" ثمينًا، واختراق هذه البيانات يمكن أن يكون كارثيًا. تخيّل أن تُسرق بياناتك الصحية وتُستخدم بشكلٍ خاطئ! لذلك، فإن حماية بيانات المرضى تُعتبر أولوية قصوى في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
2. التحيز في البيانات:
تعتمد خوارزميات الذكاء الاصطناعي على البيانات، وعندما تكون هذه البيانات مُحملة بالتحيزات، فإن الخوارزمية ستكون مُحملةً بالتحيزات أيضًا. لنفترض، على سبيل المثال، أن خوارزمية ذكاء اصطناعي مُدربّة على بيانات مُحدّدة لفئة عمرية مُعينة. قد تُعطى هذه الخوارزمية نتائج خاطئة للمرضى الذين لا ينتمون لهذه الفئة العمرية.
3. التكلفة:
تطوير تقنيات الرعاية الصحية عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات ضخمة. تُعتبر هذه التكلفة عقبةً كبيرةً لا سيما في الدول النامية.
4. قابلية الفهم:
يُعاني الكثير من الناس من صعوبة فهم تقنيات الذكاء الاصطناعي وخاصةً في المجال الصحي. يجب أن تُصبح هذه التقنيات أكثر بساطة ووضوحًا لضمان قبولها من قبل المرضى والموظفين الصحيين.
5. المسؤولية القانونية:
من يُحاسب في حال وقوع خطأ طبيّ بسبب خطأ في خوارزمية الذكاء الاصطناعي؟ يُعتبر ذلك موضوعًا مثيرًا للجدل ويحتاج إلى تحديد أطر قانونية واضحة.
حلول محتملة للتحديات:
لا يخلو أيّ اختراع من التحديات، لكنّ ما يجعل هذا التطور مُثيرًا للإعجاب هو العمل الجاري للتغلب على هذه التحديات وتحويلها إلى فرص.
الخلاصة:
يُعتبر تطوير تقنيات الرعاية الصحية عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي خطوةً ثوريةً في مجال الطب والرعاية الصحية، لكنّ هذه التقنية تُواجه عدة تحديات يُمكن التغلب عليها من خلال التعاون بين الخبراء والمؤسسات الصحية والحكومات والمرضى.
لا تنسَ، إنّ مستقبل الطب بيدنا!
للمزيد من المعلومات، تابعنا على صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي وإنضم إلى مُجتمع عشاق الذكاء الاصطناعي.
© 2020 All Rights Reserved. Information Network