<< العودة English

"أنت تستطيعِ التحدث إلى ثلاجتك، لكن هل تستطيعِ الثلاجةُ أن تفهمك؟"

تخيّلْ لحظةً مُدهشةً: تتجول في متجرٍ مُزدحم، عربةُ تسوقكَ مليئةٌ بالبضائع، وهاتفكَ مُدركٌ لاحتياجاتكَ من خلال تطبيقٍ مُتطورٍ مُرتبطٍ بثلاجتكَ الذكيةِ. يُخبركَ الهاتفُ أنَّ ثلاجتكَ تُشيرُ إلى نفادِ الحليبِ، ويدُلكَ على أقربِ مكانٍ لشرائهِ.

هذهِ ليستْ حلماً بعيدَ المنال، بل هيَ حقيقةٌ تُقتربُ من التحققِ مع انتشارِ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ (IoT) المُرتبطةِ ببعضها البعضِ من خلالِ الشبكاتِ المُتقدمةِ. لكنَّ رحلةَ تطويرِ إلكترونياتِ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ ليستْ مُمهدةً، بل تُشبهُ صعودَ قمةٍ جبيلةٍ صعبةِ المنالِ، تَحُطُّها أمامَها العديدُ من التحدياتِ.

أولاً: الطاقة، العاملُ المُحددُ:

تُعدُّ الطاقةُ، كَوْنَها دمَ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ، عاملَاً مُحدِداً في مُعادلةِ نجاحِها. فعلى الرغمِ من تطورِ بطارياتِ الليثيومِ، فإنَّ قدرتهاُ على توفيرِ الطاقةِ لأجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ، خاصةً المُتواجدةِ في الأماكنِ المُعزولةِ مثلَ المُزارعِ المُتّصلةِ بالإنترنتِ، لا تزالُ غيرَ كافيةٍ. تُصبحُ أجهزةُ إنترنتِ الأشياءِ مُرهقةً في حالاتِ الاتصالِ المستمرِ، وإنْ كانتْ تبحثُ عنِ حلٍّ لِمشكلةِ الطاقةِ، فإنَّ الطاقةَ المُستمدةَ من البيئةِ - كَالطاقةِ الشمسيةِ أوِ الطاقةِ الحركيةِ - تُقدمُ حلولاً واعدةً.

ثانياً: الاتصال، سُبُلُ التواصلِ:

تُعتبرُ شبكةُ الاتصالِ العصبَ المُشتركَ بينَ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ، ولهذا فإنَّ الاتصالَ المُستقرَ المُتوافرَ في كلِ مكانٍ يُعدُّ تحدياً كبيراً. فمع ازديادِ عددِ الأجهزةِ المُتّصلةِ بالإنترنتِ، تُصبحُ شبكاتُ Wi-Fi و Bluetooth غيرَ كافيةٍ لتغطيةِ الحاجةِ المُتزايدةِ، ولهذا فإنَّ الاتصالَ من خلالِ شبكاتِ LoRaWAN و NB-IoT يُعَدُّ حلولاً واعدةً للاتصالِ بأجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ المُنخفضةِ الطاقةِ، والتي تُغطيَ مسافاتٍ أوسعَ.

ثالثاً: الأمان، حُصنٌ مُنيعٌ:

تُشبهُ أجهزةُ إنترنتِ الأشياءِ مدنَ مُستقبليةً تُدارُ بواسطةِ برامجَ مُتطورةٍ. لكنَّهُ مع ازديادِ الترابطِ بينَ هذهِ المدنِ، يُصبحُ الأمنَ الإلكترونيَ أهميةٌ حاسمةٌ لِحمايةِ هذهِ المُدنِ من هجماتِ القراصنةِ الإلكترونيةِ. يُمكنُ تطويرُ أنظمةِ الأمانِ المُتقدمةِ وِضْعُ حلولِ التشفيرِ المُتطورةِ لتحقيقِ الأمانِ المطلوبِ لحمايةِ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ من الاختراقِ.

رابعاً: التكلفة، المُعادلةُ الصعبة:

تُعدُّ التكلفةُ العاملَ الحاسمَ في مُعادلةِ نجاحِ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ. فمع ازديادِ التكلفةِ الناجمةِ عنِ التطويرِ وِتَصنيعِ الأجهزةِ، تُصبحُ مُعادلةُ التكلفةِ والفائدةِ صعبةً في بعضِ الاحيانِ. يُمكنُ تطويرُ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ بِأسعارٍ أرخصَ من خلالِ استخدامِ مكوناتٍ أقلِ كلفةً وتطويرِ حلولِ تصنيعٍ أكثرَ فاعليةً.

خامساً: البرمجة، لغةُ التواصلِ:

تُعدُّ البرمجةُ لغةً مُشتركةً بينَ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ والبشرِ. فمن خلالِ البرمجةِ تُصبحُ أجهزةُ إنترنتِ الأشياءِ قادرةً على فهمِ العالمِ المُحيطِ بها واتخاذِ القراراتِ المُناسبةِ. تُشكلُ لغاتُ البرمجةِ مثلَ Python و C ركائزَ أساسيةً لِتطويرِ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ، وِتُوفرُ بُنيةً مُتينةً لِتطويرِ التطبيقاتِ والأنظمةِ المُرتبطةِ بها.

ختاماً:

أجهزةُ إنترنتِ الأشياءِ تُشكلُ مُستقبلَ العالمِ التكنولوجيَ، وُتُقدمُ حلولاً مُبتكرةً لِلتحدياتِ المُواجهةِ في مُختلفِ مجالاتِ الحياةِ. مع تطويرِ إلكترونياتِ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ وتجاوزِ التحدياتِ المُواجهةِ، سُنَشهدُ ثورةً تكنولوجيةً لا مُثيلَ لها في مُختلفِ مجالاتِ الحياةِ.

دعوةٌ للتفاعلِ:

شاركونا آرائَكمِ حولَ التحدياتِ المُواجهةِ في تطويرِ إلكترونياتِ أجهزةِ إنترنتِ الأشياءِ من خلالِ تركِ تعليقاتِكمِ على هذهِ المقالةِ.