تخيل عالمًا يُشخّص أمراضك قبل أن تظهر أعراضها، عالمًا يُصمم علاجات مُخصصة لك كأنها مصنوعة خصيصًا لجسمك، عالمًا يجعل رحلة علاجك أكثر سلاسة وأقل تكلفة. هذا هو حلم الرعاية الصحية، وحلم يُحاول الذكاء الاصطناعي تحقيقه بِكلّ قوة.
ولكن، كما في أي رحلة مجيدة، تواجهنا بعض التحديات في طريقنا نحو هذا المستقبل المُشرق. تخيل معي، عزيزي القارئ، أنك طبيب مُتدرب في مستشفى مجهز بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. تُقدم لك هذه التقنيات معلومات ضخمة عن مريضك، لكنّك تدرك أنّ هذه المعلومات تحتاج إلى ترجمة وتحليل دقيقين. هل يمكنك الوثوق بالذكاء الاصطناعي ليُقرر بدلاً منك؟ هل تُصبح هذه التقنية المُذهلة مُجرد أداة في يد الطبيب، أم تُصبح "الطبيب" نفسه؟
إنّ التحديات تتعدى مسألة الثقة. تُواجهنا تحديات تقنية حقيقية. فمثلاً، تُعدّ "التعلم العميق" - وهو مجال من مجالات الذكاء الاصطناعي - قوةٌ مُذهلة في تحليل البيانات الطبية، لكنها تتطلب كمًّا هائلاً من البيانات ليُصبح أداؤها دقيقًا.
فما هي الحلول؟
يُمكننا تخيل حلول مُبتكرة، مثل تطوير تقنيات "التعلم النصف مُشرف" - التي تُعَلّم الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات مُحدودة. يمكننا أيضًا تطوير "التفسيرية" - وهي تقنية تُساعد على فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي والتأكد من دقة قراراته.
ولكن، ماذا عن القوانين؟
تتطلب قوانين الخصوصية والأمان حماية البيانات الطبية من الوصول غير المُرخص من قبل الذكاء الاصطناعي. يُمكن حلّ هذه المسألة من خلال تطوير نُظم أمان قوية وإجراء تعديلات على القوانين لحماية المُعلومات الشخصية في هذا العالم الجديد.
فكرة للتامل:
هل تُصبح الذكاء الاصطناعي مُجرد أداة في يد الطبيب، أم يُصبح الطبيب نفسه؟
دعوة للعمل:
تُعدّ مشاركة العلماء والأطباء وخبراء الذكاء الاصطناعي في تطوير نُظم تُساعد على تحسين الرعاية الصحية أمرًا أساسيًا. تُشجع هذه المُشاركة على بناء نظام رعاية صحية أكثر فاعلية وإنسانية لِجميع الناس.
ملاحظة:
يرجى ملاحظة أنّ الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن الطبيب، بل أداة قوية تُساعد على تحسين الرعاية الصحية.
© 2020 All Rights Reserved. Information Network