<< العودة English

رواد الفضاء في مواجهة تحديات التصميم الإلكتروني: عندما تصبح رقائق السيليكون غريبة الأطوار!

هل تساءلت يومًا كيف تصمم جهازًا إلكترونيًا يعمل في الفضاء، حيث يسود الظلام والبرودة الشديدة، وتتدفق الأشعة الكونية بترددات غير متوقعة؟ تخيل نفسك مهندسًا في وكالة الفضاء، مهمتك هي تصميم جهاز يحمل معطيات مهمة من كوكب بعيد، فجأة، يتعرض هذا الجهاز لانفجار شمسى قوى، أو تتعطل برامج تشغيله بسبب تداخلات كهرومغناطيسية غريبة، كيف ستضمن بقاءه سليمًا؟

هذا هو الواقع الذي يواجه مهندسي الإلكترونيات الفضائية كل يوم، حيث تتحول رقائق السيليكون العادية إلى مخلوقات غريبة الأطوار، تتأثر بحقول مغناطيسية قوية وتتفاعل مع أجواء تختلف عن الأرض تمامًا. لا يمكن للطرق التقليدية لتصميم الإلكترونيات على الأرض أن تُطبّق في الفضاء، فالصعوبات لا تنحصر في البيئة القاسية فحسب، بل تتعداها إلى التحديات المتعلقة بالوزن والتكلفة، وعدم وجود إمكانية لإصلاح الأجهزة عند حدوث مشاكل في الفضاء.

مغامرة تصميم رقائق السيليكون في الفضاء:

1. الحرارة: فكرة بسيطة كحرارة الشمس تصبح أكثر تعقيدًا في الفضاء حيث تُظهر درجة حرارة الرقائق تغيرات سريعة وحادة في ظل الانتقال بين الظل والضوء. و لمواجهة ذلك، يُستخدم تصميم "التبريد النشط" ، وهو نظام مُعقد يُمكن أن ينقل الحرارة من الرقائق إلى الفضاء، و يُشبه ذلك المركبة الفضائية التي تُحافظ على درجة حرارة مُحددة للحفاظ على سلامة الركاب في ظروف الفضاء الشديدة.

2. الإشعاع: يُعتبر الإشعاع الفضائي مثل "الريح الشمسية" الذي يُشكل خطرًا كبيرًا على الرقائق الإلكترونية، ف يُمكنه أن يُحدث تلفًا في منطقة التوصيل بين الترانزستورات بداخل الرقاقة. لذلك، يُستخدم في تصميم الرقائق مادة "العزل الإشعاعي" ، وهي طبقة حماية تُشبه "سياج أمني" حول الرقاقة لمنع تدفق الإشعاع. و يمكن استخدام "التقنيات المُقاومة للتدخلات الكترومغناطيسية (EMI)" ، و هي أنظمة تصميم تُشبه "مُضاد للأسلحة الكهرومغناطيسية" لتحويل الترددات الضارة إلى ترددات غير ضارة.

3. الاهتزاز: تُشبه "رحلة الركوب في حافلة غير مستقرة" ، ف الاهتزازات الكبيرة التي تتعرض لها الرقائق خلال إطلاق الصواريخ و السفر في الفضاء تُمكن أن تُسبب تلفًا في التوصيلات والوصلات داخل الرقاقة. يُستخدم "التصميم المُقاوم للصدمات" ، و هو مثل "قشرة حماية" تُغطي الرقاقة لمنع حدوث تلف بسبب الاهتزازات.

4. الوزن: بالتأكيد لا يُمكن لنا أن نُرسل أجهزة ثقيلة إلى الفضاء، لذلك يُركز تصميم الرقائق في الفضاء على "التقليل من الوزن". وهذا يتطلب استخدام "المواد الخفيفة والأقل كثافة" ، مثل "البلاستيك المعزز بالألياف الكربونية" ، و هو مُشابه "للحماية الضد الرصاص خفيفة الوزن" التي تُستخدم في السيارات الفاخرة.

مستقبل التصميم الإلكتروني في الفضاء:

يُشكل الذكاء الإصطناعي (AI) "نجم مُرشد" في هذا المجال، ف يمكن استخدام التعلم الألي (ML) لتحليل بيانات الفضاء و التنبؤ بتغيرات البيئة الفضائية ، و التكيف معها من خلال "نظم التحكم المتكيف" التي تُشبه "الطيار الأوتوماتيكي" في الطائرات الحديثة التي تُحافظ على اتجاه الطائرة باستخدام الذكاء الإصطناعي.

يُمكن للمساعدة الذكية التي تُقدمها التقنيات الذكية في تصميم الأجهزة الإلكترونية في الفضاء أن تُسهّل من إنجاز المهام الصعبة التي تُواجه المهندسين، و ذلك من خلال "تحليل البيانات الضخمة و التنبؤ بالتغيرات البيئية ، و تحسين أداء الأجهزة وتصميم نظم أكثر فاعلية".

دعوة للإشتراك :

تُعد التحديات المُواجهة في تصميم الإلكترونيات في الفضاء فرصة مُذهلة لاختبار حدود الإبداع و التكنولوجيا، و نحن نُرحب بكم للإشتراك في هذه المُغامرة و لِمشاركة أفكاركم و خبراتكم في التغلب على هذه التحديات المثيرة.