تخيل لو أن جهازًا صغيرًا، مثل سوار الساعة، يمكنه اكتشاف أورام خبيثة قبل ظهور أي أعراض؟ ربما يبدو الأمر خيالًا علميًا، لكنه أصبح حقيقة واقعة مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تفتح آفاقًا جديدة في عالم الطب.
في عالمٍ متشابكٍ من المعطيات، أصبحت الإلكترونيات بمثابة "عيون" لعلماء الطب، حيث تُسخر تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة كميات هائلة من البيانات التي تُجمع من خلال أجهزة الاستشعار. تُشبه هذه العملية كأننا نُسلّم خرائط هائلةً لشخصٍ ذكيٍّ للغاية، يُمكنه تمييز الأنماط المخفية وربط النقاط ببعضها البعض بشكلٍ سريعٍ ودقيق.
كيف يعمل ذلك؟ تُستخدم تقنيات مثل التعلم الآلي (Machine Learning) والتعلم العميق (Deep Learning) لتحليل صور الأشعة السينية، والرنين المغناطيسي، وفحوصات الدم، لتحديد العلامات الدقيقة التي قد تشير إلى وجود أورام خبيثة. إنها مثل لعبة "ابحث عن الاختلافات"، لكن هذه المرة، يُجري الذكاء الاصطناعي هذه اللعبة بسرعة فائقةٍ ودقةٍ عالية.
ولكن ماذا عن الواقع؟ قد نعتقد أننا أمام اختراعٍ سحريٍّ، لكن في الواقع، هناك تحدياتٌ لا تزال قائمة. من أهمها: ضمان دقة النتائج، وتوفير البيانات الكافية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن ضرورة التأكد من فهم عملها بشكلٍ كاملٍ.
فكرة مثيرة تُستخدم بعض التطبيقات في الوقت الحالي لمعرفة ما إذا كان هناك "قَدْر" من احتمالية إصابة شخصٍ ما بالسرطان، مثل تطبيق "أورورا" الذي يعتمد على بياناتٍ مثل العمر، التاريخ العائلي، والعادات الغذائية. لكن، لا يزال دور الذكاء الاصطناعي في مجال الاكتشاف المبكر للأورام في مرحلةٍ مبكرةٍ من التطور، ورغم ذلك، فإنه يفتح آفاقًا جديدةً في مجال الطب، ويُمكن أن يجعلنا أكثر اطمئنانًا في المستقبل.
ألا ترغب في معرفة المزيد؟ استمر في متابعة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُحدث ثورة في مجال الطب وتُغير من طريقة علاج الأمراض وتشخيصها.
© 2020 All Rights Reserved. Information Network