<< العودة English

حربٌ رقميةٌ خفيةٌ: كيف يُدافع الذكاء الاصطناعي عن عالمنا الرقمي؟

هل تُخيلُ لكَ عالمًا رقميًا يُمكنُ فيه اختراقُ أجهزةٍ هامةٍ مثل محطات الطاقة النووية أو السدود، أو حتى التأثيرُ على انتخاباتٍ دوليةٍ بِضغطةٍ زرٍ واحدةٍ؟ ربما يكونُ هذا الأمرُ كابوسًا، لكنه واقعٌ مريرٌ يُحاولُ قراصنةُ الإنترنتِ استغلالهُ بِدهاءٍ لا يصدق.

ولكن من الجهةِ الأخرى، نَرى ظهورَ تقنيةٍ جديدةٍ تُشبهُ جيشًا من المحاربينِ الرقميينِ الذينَ يُقاتلونَ من أجلِ سلامةِ عالمنا الرقمي، فمن هم هؤلاء المحاربون؟ إنهم الذكاء الاصطناعي، الذي يُصبحُ في الآونةِ الأخيرةِ سلاحًا قويًا في حربنا ضدّ هجماتِ الإنترنتِ.

فكرِ في الذكاء الاصطناعي كَحارسٍ شخصيٍ رقميٍ يُراقبُ باستمرارٍ أنظمةِ الحاسوبِ بحثًا عنِ أيةِ علاماتٍ لِـ "التطفل" الرقمي. يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ تحليلُ ملايينِ السجلاتِ من البياناتِ في ثوانٍ لمعرفةِ الأنماطِ الغريبةِ والمُشتبهِ بها. فمثلًا، يمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُكتشفَ محاولاتِ دخولِ غيرِ مصرحِ بها إلى شبكاتِ الحاسوبِ من خلالِ تحليلِ نمطِ الولوجِ والمُحاولةِ من تحديدِ الأفعالِ الغيرِ طبيعيةِ التي تُشيرُ إلى وجودِ تهديدٍ محتملٍ.

لكنّ الذكاءَ الاصطناعيَ لا يكتفي بِـ "المُراقبة" فقط. فَهو قادرٌ على اتخاذِ خطواتٍ استباقيةٍ لِمنعِ الهجماتِ قبلَ أن تَحدُث. يمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُحللَ أكوادَ البرامجِ البَحثًا عنِ "ثغراتٍ" أمنيةٍ وتحديدِ طُرقِ استغلالِها من قِبلِ المُخترقين. كما يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُطوّرَ آلياتٍ دفاعيةٍ مُتطورةٍ للوقايةِ منِ التهديداتِ المُحتملةِ.

فكرة أخرى عن الذكاءِ الاصطناعيِ في الأمنِ السيبراني:

"فكرِ في الذكاء الاصطناعي كَـ "معلمٍ رقميٍ " يُعلّمُ الأنظمةَ الرقميةَ كيف تُحمي نفسها.

وماذا عن "البرمجيات الخبيثة"؟ يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُعرّفَ أنماطَ سلوكٍ للبرمجياتِ الخبيثةِ ويُطوّرَ "مُضاداتٍ فيروساتٍ" ذكيةً مُتخصصةً في التعرّفِ عليها ومُنعِها.

لكنَّ كلّ تقنيةٍ لها عيوبُها. فمن أهمّ أوجهِ قصورِ الذكاءِ الاصطناعيِ في الأمنِ السيبرانيِ هو اعتمادهُ على البياناتِ التي يُدرّبُ عليها. فَإِذا كانَتْ البياناتُ مُختلةً أو مُحرفةً، فَسَيُعاني الذكاءُ الاصطناعيُ من "أخطاءٍ" في اتخاذِ القراراتِ.

فِيمَ يُمكنُ أن يُساعدَ الذكاءُ الاصطناعي الخبراءِ في الأمنِ السيبراني؟

1. تحليلُ التهديداتِ: يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُحللَ البياناتِ من مُختلفِ المصادرِ مثلَ سجلاتِ الأحداثِ والمُواقعِ الإلكترونيةِ و مُنابرِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِ لِـ "تحديدِ" التهديداتِ المُحتملةِ.
2. اكتشافُ التسلّل: يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُكتشفَ الأنماطِ الغيرِ طبيعيةِ في سلوكِ شبكاتِ الحاسوبِ وأنظمةِ العملياتِ لِـ "تحديدِ" مُحاولاتِ التسلّلِ الغيرِ شرعيةِ.
3. تطويرُ الأمنِ: يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُساعدَ في تطويرِ أنظمةِ الأمنِ السيبرانيِ والتّنبّؤِ بِـ "التهديداتِ" المُحتملةِ في المُستقبلِ. 4. الاستجابةُ للتهديداتِ: يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِ أن يُساعدَ في الاستجابةِ السريعةِ لِـ "الهجماتِ" السيبرانيةِ والتقليلِ من أضرارِها.

الذكاءُ الاصطناعيُ لا يُمثلُ حلًّا "سحريًا" لِـ "كلّ" مشاكلِ الأمنِ السيبراني. فَهو أداةٌ قويةٌ يُمكنُ أن تُساعدَ في تحسينِ الأمنِ السيبرانيِ لكنّه يحتاجُ إلى بشرٍ ذوي خبراتٍ في الأمنِ السيبرانيِ لِـ "التعاونِ" معه وِ"إدارةِ" عملهُ بِـ "كفاءةٍ" وِ"ذكاءٍ"

فَكُن أنتَ البطلَ الرقميَ! تعلّمْ عالمَ الأمنِ السيبرانيِ واستفدْ من تقنيةِ الذكاءِ الاصطناعيِ لِـ "حمايةِ" عالمنا الرقمي.