<< العودة English

هل تعلم أن الحواسيب أصبحت تتعلم مثلنا؟

تخيل عالمًا مليئًا بالروبوتات التي تتعلم وتتطور بنفسها، عالمًا يزول فيه البشر من وظائف مُتكررة، وتصبح فيه القرارات أكثر ذكاءً، وتُحلّ فيه المشاكل بأقصى سرعة. قد يبدو هذا وكأنه خيال علمي، لكنه واقعٌ بات يلوح في الأفق بفضل "التعلم الآلي".

دعونا نُقارن هذه الظاهرة بالطفل الذي يتعلم العالم من حوله. في البداية، يُقدم له مُدرّسه مجموعة من القواعد الأساسية، مثل تمييز الألوان أو التعرف على الكلمات. ثم يبدأ الطفل في ملاحظة الأشياء من حوله وربطها بقواعده المُكتسبة، ليكتشف بنفسه حقائق جديدة.

في مجال التعلم الآلي (Machine Learning)، تعمل الحواسيب بطريقة مشابهة. تُقدم لها البيانات مُسبقًا (مثل صورًا، نصوصًا، بيانات مُتصلة بالإنترنت)، مثلما تُقدم للطفل دروسًا مُحددة. وتُصبح مهمة الحاسوب هي "التعلم من البيانات"، أي استخلاص أنماط وقواعد خفية من المعلومات المُقدمة إليها، مثلما يفعل الطفل في اكتشاف علاقات جديدة بين الأشياء.

كيف يعمل التعلم الآلي؟

يمكن تقسيم التعلم الآلي إلى عدة مجالات، تُشبهها أقسامًا متخصصة في مدرسة تعلم.

مثال عملي:

دعونا نتخيل برنامجًا يُراد تدريبه على التعرف على وجوه البشر. يمكن استخدام التعلم المُشرف في هذا البرنامج بتقديم مجموعة من الصور مصنّفة على أنها "وجوه" أو "غير وجوه".

في لغة بايثون، يمكن استخدام مكتبة Scikit-learn لإنشاء نموذج تعليم مُشرف:

from sklearn.linear_model import LogisticRegression
from sklearn.model_selection import train_test_split
from sklearn.metrics import accuracy_score

# تحميل البيانات (مثال)
data = load_data()
X = data['features']  # بيانات الصور
y = data['labels']  # تصنيف الصور (وجه / غير وجه)

# تقسيم البيانات إلى مجموعات تدريب واختبار
X_train, X_test, y_train, y_test = train_test_split(X, y, test_size=0.2, random_state=42)

# إنشاء نموذج التعرّف على الوجوه 
model = LogisticRegression()

# تدريب النموذج 
model.fit(X_train, y_train)

# اختبار النموذج 
y_pred = model.predict(X_test)

# حساب دقة النموذج 
accuracy = accuracy_score(y_test, y_pred)
print(f"دقة النموذج: {accuracy}")

التعليق:

الاستخدامات:

تُستخدم تقنيات التعلم الآلي في العديد من المجالات، مثل:

مستقبل التعلم الآلي:

التعلم الآلي يُشكل ثورة حقيقية في عالمنا، فهو يفتح آفاقًا جديدة وواعدة. لكنّه يُثير بعض المخاوف أيضًا، مثل تقلّص فرص العمل البشرية، أو احتمال استخدام هذه التقنية لأغراض ضارة.

على الرغم من هذه المخاوف، فإنّ التعلم الآلي** يُمكن أن يُساهم بشكل كبير في حلّ المشكلات التي تواجه العالم، مثل مكافحة الأمراض والتغير المناخي.

دعونا نستفيد من هذه التقنية الرائعة بطريقة أخلاقية ومسؤولة، لخلق عالم أفضل للجميع.

هل أنت مستعدٌ لبدء رحلة التعلم الآلي؟

شارِكنا أفكارك وتعليقاتك!